كتاب الإنصاف للبطليوسي

السبت, 04 يناير 2014

بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليما عونك اللهم قال أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي رحمه الله الحمد لله مسبغ النعم ومسوغ القسم والمنفرد بالقدم وبارئ النسم وموجدنا بعد العدم وباعث العظام الهامدة والرمم والمخالف بين الهيئات والشيم حكمة تاهت في فهمها عقول ذوي الحكم خلق الأجسام من أضداد متنافرة ابتدعها بقدرته وألف نقائضها بحكمته حتى أبرزها للعيان متغايرة الصور والألوان متقنة الأشكال مخترعة على غير مثال وخالف بين الآراء والاعتقادات كما خالف بين الصور والهيئات وأخبرنا بما في ذلك من واضح فقال تعالى ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين
وقال جل جلاله ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وبين لنا أنه قدير على غير ما أجرى العادة به فقال ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين ونبهنا ألطف تنبيه على ما في هذا الخلاف الموجود في البشر المركوز في الفطر من الحكمة البالغة وأنه جعله احدى الدلائل على صحة البعث الذي أنكره من ألحد في أسمائه وكفر بسوابغ نعمائه فقال وقوله الحق ووعده الصدق وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين

TOP