قرارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة

السبت, 11 يناير 2014

يشيع في الكتابات العصرية توسط “بينما” بين جملتيها المرتبطتين بها مثل: “كان علي يتكلم بينما دخل خالد”. ويقول اللغويون والنحاة عنها وعن أختها “بينا” :إنهما من حروف الابتداء، أي أنهما يذكران في صدر جملتهيما لا متوسطتين بينهما. وتذكر معاجم اللغة وكتب النحو أمثلة مختلفة لهما تتصدران فيها جملتيهما كقول بعض الشعراء: استقدر اللهَ خيراً وارضَيَنَّ به فبينما العسر إذ دارت مياسيرُ وقول شاعر آخر: بينما المرء آمن راعه را ئعُ حَتْفٍ لم يَخَشَ منه انبعاثه وقول بعض الصحابة في حديث نبوي: “بينما نحن عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذ جاءَه رجل”. فهل تعد صدارة “بينما وبينا” لجملتيهما قاعدة مطّردة بشهادة هذه الأمثلة ونحوها، أو نجيز أن تتوسط كل منهما جملتيها على نحو ما ينتشر في الكتابات العصرية؟ في رأيي أن المسألة تحتاج إلى فضل من النظر للأسباب الآتية: أولاً: أن “بينما وبينا” تتفرعان عن “بين” بزيادة ما، أو الألف. ومعروف أن “بين” قد تأتي ظرف مكان وقد تأتي ظرف زمان، أما “بينما وبينا” فتلزمان الظرفية الزمانية، وهما بذلك فرعان لبين المستخدمة في الزمان. ودائماً “بين” تتخلَّل جملتها وتتوسطها وتدخل في أثنائها مثل “سافر محمد بين الظهر والعصر” أفلا يكون من حق “بينما وبينا” أن يقاسا عليها وأن يتوسطا جملتيهما وخاصة أنهما لا يزالان ظرفي زمان ويحملان معنى البينيّة والتخلل مثل “بين” الزمانية تماماً وغاية ما بينهما وبينها من خلاف أنها للتخلل والتوسط بين المفردات، وهما للتخلل والتوسط بين الجمل. ثانياً: ذهب بعض النحاة إلى أن “بينما وبينا” شرطيتان، وقال آخرون إنهما أشربتا معنى الشرط ؛ ولذلك ينبغي أن تتصدر جملتيهما. ويلاحظ أن معنى الشرط فيهما ضعيف ؛ لأن الجملة الثانية معهما لا تترتب على الأولى ترتب

TOP