دور البصرة في نشأة الدراسات اللغوية المعجم العربي

السبت, 11 يناير 2014

مع امتداد عصور الحضارة العربية ظلت اللغة العربية حينا من الزمن تدور على الألسن غير مكتوبة في صحائف , أو مدونه في رسائل ، أو مجاميع للمفردات غير إن النهضة الشاملة التي أوجدها الدين الإسلامي في حياة المجتمع العربي حتمت عليه إن يحافظ على ثروته اللغوية من ضياع والتشبث ، لا سيما إن الحالة تتبدل يوما بعد أخر ، ومستجدات الحياة تفرض أصنافا من المفردات والمصطلحات ، وتهجر ألفاظا كانت سيئة سائغة في حياتهم اليومية . مما حدا باللغويين إن يولوا لغتهم اهتماما كبيرا ويهبوا لجمعها مفردات وتعابير من أفواه الناس الموثوق بعربيتهم بادئ ذي بدئ , فكانت الرسائل اللغوية الفريدة التي اختصت بخلق الإنسان والحيوان ، ومما يتعلق بألوان من حياتهم ، وعدتهم فيها ، منها ما تفرد بحصر الألفاظ الخاصة بالشاة والنعم ، ومنها الإبل ، والخيل ومنها ما قيل في الحشرات والهوام وجمع ما قيل في كل عضو منها ، ومنها ما تبسط في سرد أسماء النبات والشجر وما يتعلق بها . ومنها ما اختصر بالمكان وصفات ديارات أو دارات العرب . وفد حفظت المكتبة العربية تراثا ضخما من تلك الرسائل التي شملت نتائج اللغويين البصريين أمثال الأصمعي ، وأبي زيد الأنصاري ، وأبي حاتم السجستاني وأبي عبد الله ألتمري ، وغيرهم ( وكان هؤلاء الذين توغلوا في الصحراء أول من دون معارف لغويه ، ومرت على هذا التدوين مراحل أثرت في مادته وهيأته )(

TOP