لطائف المعارف

الأحد, 29 ديسمبر 2013

ابن رجب

خرج الإمام أحمد و الترمذي و ابن حبان في صحيحه من “ حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قلنا يا رسول الله ما لنا إذا كنا عندك رقت قلوبنا و زهدنا في الدنيا و كنا من أهل الآخرة فإذا خرجنا
من عندك فآنسنا أهلنا و شممنا أولادنا أنكرنا أنفسنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو
أنكم إذا خرجتم من عندي على حالكم ذلكم لزارتكم الملائكة في بيوتكم و لو لم تذنبوا لجاء الله
بخلق جديد حتى يذنبوا فيغفر لهم قلت يا رسول الله مم خلق الخلق ؟ قال : من الماء قلت : الجنة
ما بناؤها ؟ قال : لبنة من ذهب و لبنة من فضة و ملاطها المسك الأذفر وحصباؤها الؤلؤ و الياقوت و
تربتها الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس و يخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم و لا يفنى شبابهم“
كانت مجالس النبي صلى الله عليه و سلم مع أصحابه عامتها مجالس تذكير بالله و ترغيب و
ترهيب إما بتلاوة القرآن أو بما آتاه الله من الحكمة و الموعظة الحسنة و تعليم ما ينفع في الدين
كما أمره الله تعالى في كتابه أن يذكر و يعظ و يقص و أن يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة و الموعظة
الحسنة و أن يبشر و ينذر و سماه الله “ مبشرا و نذيرا * و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا “
فقيل : سراجا للمؤمنين في الدنيا و منيرا للمذنبين يوم القيامة بالشفاعة و سمي سراجا لأن
السراج الواحد يوقد منه ألف سراج و لا ينتقص من نوره شيء كذلك خلق الله الأنبياء من نور محمد
صلى الله عليه و سلم و لم ينقص من نوره شيء قال العلماء رضي الله عنهم : و السرج خمسة :
واحد في الدنيا و واحد في الدين و واحد في السماء و واحد في الجنة و واحد في القلب ففي
الدنيا : النار و في السماء : الشمس و في الدين : محمد صلى الله عليه و سلم و واحد في الجنة
: عمر سراج أهل الجنة و في القلب : المعرفة و التبشير و الإنذار : هو الترغيب و الترهيب فلذلك
كانت تلك المجالس توجب لأصحابه كما ذكره أبو هريرة رضي الله عنه في هذا الحديث رقة
القلب و الزهد في الدنيا و الرغبة في الآخرة

TOP