السرطان في اليمن

Friday, 20 December 2013

د. ابتسام المؤيد

إن نسبة انتشار مرض السرطان في اليمن هي الأعلى عالميا حيث ينتشر السرطان في أوساط المواطنين في المدينة والريف وهناك آلاف الحالات المأساوية التي تتصارع مع المرض حتى الوفاة، وبدون تدخل علاجي. منظمة الصحة العالمية قد توقعت في يناير 2010 إصابة أكثر من 22 ألف حالة سنويا بالسرطان في اليمن. فاستخدام المبيدات بكثرة وتناول الشمة من الأسباب الرئيسية لمرض السرطان في اليمن. وبالرغم من ذلك لم نجد الدور الكافي من الجهات المسئولة والمتخصصة لتفعيل دور البحث العلمي من أجل الكشف عن مسببات السرطان، لم نجد التوعية الكافية عن هذا الداء ولذلك فمعظم الحالات يتم اكتشافها بالصدفة وفي وقت متأخر ومراحل متقدمة مما يصعب الاستجابة للعلاج. كما أننا نفتقر لوجود إحصائيات موثقة عن كل نوع من أنواع السرطان في كل المحافظات، ومما يزيد معاناة المرضى وذويهم هو الازدحام الكبير في مركز الأورام الذي يعتبر الوحيد في أمانة العاصمة وعدم أخذ جرع العلاج بشكل منتظم بسبب عدم توفر الأسرة الكافية.

لقد قمت ببحث عن سرطان المعدة كانت بدايته سنة 2009 بمركز الأورام بأمانة العاصمة، كنت أتألم كثيرا عندما أرى مرضى يقفون لساعات طويلة في طوابير وهم يصارعون الموت ينتظرون متى يأتي دورهم لأخذ العلاج لدرجة أن البعض منهم كان يفترش الأرض في حوش المركز بسبب الازدحام الشديد فالطاقة الاستيعابية للمركز محدودة.. دموع هؤلاء المرض ووجعهم ومعاناتهم ومعاناة ذويهم كانت تجعلني دوما أسأل هل من حل لهذه المأساة التي أراها يوميا؟ لماذا يأتي كل المرضى في مراحل متقدمة من المرض؟ لماذا لا يوجد سوى مركز حكومي واحد في الأمانة والذي يستقبل الحالات من كل المحافظات؟ ومن خلال بحثي ومشاهدتي لمعاناة المرضى توصلت لبعض التوصيات وأملي كبير في أن يتم تطبيقها من كل الجهات المسئولة للتقليل من الانتشار المخيف لهذا الداء الخبيث في بلادنا وهي كالأتي:

  1. التثقيف الصحي والتوعية بوسائل متعددة ومبسطة لكافة شرائح المجتمع عن العلامات المبكرة للسرطان وأعراضه ومسبباته وطرق الوقاية منة.
  2. توعية المجتمع بأهمية الفحوصات المبكرة للسرطان.
  3. تفعيل دور البحث العلمي من خلال اخذ البيانات المتكاملة والتاريخ المرضي عن مرضى السرطان وعمل دراسة إحصائية لتحديد عوامل الخطورة في كل محافظة والمتمثلة في العوامل الوراثية و البيئية وطبيعة الغداء والممارسات الخاطئة.
  4. إصدار مجلة دورية عن حالات السرطان تبرز من خلالها نتائج الدراسة الإحصائية وعمل مؤتمر دوري للسرطان.
  5. وضع إستراتيجية لأبحاث يتم من خلالها فحص عينات عشوائية من أماكن مختلفة للتأكد من وجود مواد مسرطنة من عدمه والإعلان عن النتائج وتفعيل القرارات الرسمية حول استخدام المواد المسرطنة.
  6. تفعيل دور رقابة الجهات المختصة على المصانع والحد من استخدام المواد الحافظة أو الملونات المخالفة للمواصفات والمقاييس.
  7. الرقابة واتخاذ كافة الإجراءات القانونية لكل من يساهم في استيراد واستخدام المبيدات الزراعية والأسمدة المحرمة دوليا.
  8. دراسة انتشار عوامل الخطورة المتمثلة في الجينات الموجودة في بعض الكائنات الدقيقة سواء كانت فيروسية أو بكتيرية والتي قد يكون لها دور في حدوث السرطان وذلك على المستوى الجزيئي باستخدام تقنيات تشخيصية حديثة مثل PCR .
  9. 9.   توسيع مركز الأورام بالعاصمة صنعاء وعمل مركز لعلاج الأورام في كل محافظة من محافظات الجمهورية.
  10. الدعم النفسي والمعنوي وزرع بسمة أمل لمرضى السرطان من قبل كادر التمريض والأطباء من خلال المعاملة الطبية وعرض حالات سابقة تم شفاؤها وبعث الأمل والتفاؤل لدى المرضى بأن هذا المرض ليس نهاية الإنسان لأن رحمة الله واسعة وكرمه عظيم.

وأخيرا أملنا كبير من كل الجهات المسئولة بوزارة الصحة و الإعلام و الزراعة و الصناعة وهيئة المواصفات والمقاييس والجامعات والمدارس بأن يدركوا خطورة انتشار السرطان الذي يقتل الآلاف من إخواننا فلنطبق تلك التوصيات لعلها تغير النسب المرتفعة لهذا المرض ولنمد يد العون ونقدم كل ما نقدر عليه كلا في مجال تخصصه للحد من انتشار مرض السرطان في اليمن.

نزل المقال من هنا

TOP