وبائيات التهابات السحايا الناجم عن النيسيريات السحائية
د..فؤاد بازل
التهاب السحايا الحرثومي Bacterial meningitisهو عدوى تصيب الاغشية السحائية والسائل النخاعي الذي يحيط بالدماغ والنخاع, وهومن الاسباب الكبيره ذات الاهمية في احداث الوفاه والعجز او الاعاقه في جميع انحاء العالم
فاذا تجاوزنا الفتره المحيطة بالولاده فسنجد ان هناك ثلاثه جراثيم رئيسيه مسؤوله عن التهاب السحايا الجرثومي وهي النسيرية السحائية Neisseria meningitides و العقدية الرئوية Streptococcus pneumoniae و المستدمية النزلية Haemophilus influenzae.
وتختلف مسببات التهاب السحايا الجرثومي وفقا للفئة العمرية وللمناطق. ففي جميع انحاء العالم يقدر ان 925000حاله التهاب سحايا تحدث سنويا بمعدل 11.7 لكل 100000نسمة وتختلف معدلات وفيات الحالات باختلاف العمر وقت حدوث المرض وباختلاف نمط الجرثوم المسبب للعدوى, الا انها تترواح مابين 3% – 19% في البلدان المتقدمه , اما في البلدان النامية تترواح 37%- 60% ويعاني 54% من الذين يبقون على قيد الحياه من العجز والاعاقه الناجمه عن التهاب السحايا مثل الصمم و التخلف العقلي وعيره من المشاكل العصبية.
وتؤدي العدوى بالنيسريات السحائية الى متلازمتين متداخلتين من الوجهة السريرية هما التهاب السحايا meningitis والعدوى في مجرى الدم ( انتان الدم بالمكورات السحائية)
وتصنف النيسريات السحايا الى زمر مصلية serogroups وفقا لتفاعلها المناعي , وهي ( A,B,C) وتسبب الزمر السابقه مايقرب من 90% من المرض السحائي.
وتنتقل من شخص لاخر عبر المفرزات التنفسية. ومرض التهاباب السحايا الجرثومي من الاوئبة الواسعه الانتشار, ويطلق على المنطقة التي تمتد تحت الصحراء الافريقية من السودان شرقا وحتى غامبيا غربا وتضم 15 بلدا , ويقطن فيها مايزيد على 260مليون نسمة اسم حزام التهابا السحايا لانها تعاني من معدل توطن مرتفع.
ونجد ان النمط المصلي A وبدرجه اقل عن النمط المصلي C واثناء الاوئبة يكون الاطفال هم الاكثر اصابة بمعدل 1000لكل 100000 من السكان.
اما الاوبئه في البلدان المتقدمة فتنجم عن الزمر المصلية C ورغم ان الزمره المصلية B يمكن ان تحث ايضا الاوئبة ولكن بشكل اقل.
وتنجم التهابات السحايا في الاعمار المتطرفة ( الرضع او صغار الاطفال والشيوخ) بسب العقديات الرئوية. وتكتسب العدوى بالعقديات الرئوية عبر السبيل التنفسي فبعد استقرار الاستعمار الجرثومي في البلعوم الانفي , يظهر المرض اثر غزو الجراثيم للغشاء المخاطي وتجاوزه لدفاعاته ووصولة الى مجرى الدم ثم الى السحايا والسائل النخاعي. وكما هو الحال في (النمط b من المستدمية النزلية Hib) علما بان العدد الاكبر من الوفيات ينجم عن الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية, رغم ان التهاب السحايا بالمكورات الرئوية هو اشد مظاهر المرض يالمكورات الرئوية.
ويكاد يقتصر حدوث التهاب السحايا الناجم عن المستدميات النزلية على صغار الاطفال ممن تقل اعمارهم عن 5 سنوات, ومعظم حالات المرض تنجم عن جراثيم ذات محفظة مكونة من عديدات السكاريد من النمطb, ورغم ان لدى معظم الاطفال مستدميات نزلية من الانماط غير القابلة للتعيين او مستدميات نظيرة النزلية H.parainflenenzaeفان 2-15% فقط لديهم المستدميات النزلية من النمط b.وتكتسب هذه الجراثيم عبر الطريق التنفسي وتخترق الاغشية المخاطية وتدخل مجرى الدم وبالتالي تتمكن من الوصول الى السائل النخاعي حيث تتوطد العدوى ويحث الالتهاب. والمحفظه العديده السكاريد التي تغلف المستديمة النزلية من النمط b هي عامل اساسي في Virulenceوقدره الجراثيم على الغزو والاغاره.
ان خطر حدوث حالات ثانوية من المرض بين المخالطين للمصاب خطر مرتفع لذا يعطى لهم وقاية كيميائية بالمضادات الحيوية.
وتلعب اللقاحات دورا هاما في مكافحة التهاب السحايا الجرثومي وفي الوقاية منه فاللقاحات المضادة للنيسيريات السحائية والمستدميات النزلية والمكورات الرئوية متوفرة في الوقت الحاضر الا ان الوقاية التي يقدمها كل لقاح هي مخصوصة ببعض الانماط المصلية لكل جرثومه. فعلى سبيل المثال تتوافر في الوقت الحاضر لقاحات للوقاية من العدوى بالمستدميات النزلية من النمط b ولا تؤثر على حالات العدوى الناجمة عن الانماط المصلية الاخرى, ومن هنا فان الدور الهام الذي يتوجب على المختبرات القيام به هو تحديد الجراثيم المسببة لالتهاب السحايا في المجتمع والتعرف على الزمر المصلية او الانماط المصلية serotype/serogroup.
وفي البلدان الصناعية , كان الاستخدام الروتيني للقاحات التي تضم بروتين وعديد سكاريد المستدمية النزلية b معا تاثير قوي لدى الاطفال الرضع في الوقاية من التهاب السحايا الناجم عن المستدميات النزلية b وكذلك سائر الاشكال المرضية الشديدة الناجمة عن هذا الجرثوم. وتجرى دراسات عديده في البلدان النامية للتحقق من هذه النتائج.
ويعمل الان فريق علمي على جيل جديد من اللقاحات المضاده لهذا النوع من الجراثيم وهو الان قيد التطوير والانتاج وسيقدم هذه اللقحات الجديده في اخر الامر درجه عالية من الحماية وتغطية واسعه لجميع الفئات العمرية.
وريثما تتوافر هذه اللقاحات بشكل واسع الانتشار فانه لابد من استخدام اللقاحات المتوفره حاليا بشكل ملائم وفعال.
علما بان استخدام أي لقاح من هذه اللقحات يستلزم استعرافا مختبريا للعوامل المسببة للمرض الى جانب معلومات وبائية حول الاعمار والمجموعات المعرضة للخطر والتي لحقت بها اكثر الاصابات.
Search
News
رئيس جامعة الناصر يشارك في اجتماعات مجلس اتحاد مجالس البحث العلمي العربية ببغداد
شارك الأستاذ الدكتور عبد الله حسين طاهش أمين ال...كادر جامعة الناصر يشارك في المسير الشعبي لقوات التعبئة العامة
شارك كادر جامعة الناصر صباح يوم الخميس، في المس...رئيس الجامعة يجري زيارة تفقدية للقاعات الدراسية للاطلاع على سير العملية التعليمية.
اجرى رئيس جامعة الناصر الاستاذ الدكتور عبدالله ...جامعة الناصر تنظم وقفة تضامنية بعنوان ” ثابتون مع غزة.. ومستمرون في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي”
نظمت جامعة الناصر صباح اليوم الاربعاء الموافق 1...فريق كلية العلوم الادارية بطلاً للدوري الداخلي لكرة القدم بجامعة الناصر
تُوج فريق كلية العلوم الادارية والمالية بجامعة ...